أخر الاخبار

من قضايا البحث العلمي: العنوان والمقدمة

أ.د محمد ابراهيم الصانع 


يهمل الكثير من الباحثين فنون وجاذبية إعداد العنوان و المقدمة  فاذا كان العنوان هو سبب الفضول العلمي للباحث والقارئ ليتصفح البحث   ، فاِنّ المقدمة تقدمك إلى المكان الآمن الذي تريد الوصول إليه كهدف من أهدافك.  مقدمة وبوابة المطعم أو المحل والدكان والمول  ان كانت نظيفة و مدرجاتها جذابة ولامعة وآمنة فانها حتما ستجبرك على الدخول إلى هذا المكان من بين عشرات الأماكن المجاورة التي تبتعد عنها لمجرد ان البوابة ومقدمة المكان رثّة وعشوائية وطاردة   فما بالك بمقدمة بحث   عشوائية ، متوّهة ومظللّة  تدخلك بدهاليزها  وتوصلك إلى نفق مسدود .  المقدمة ليست كذلك ، المقدمة هي تلك التي تترجم  عنوان بحثك كلمة كلمة ، هي تلك التي تشدك للفقرة الماضية وأنت تفكر بالانتقال للفقرة التالية ، هي تلك التي تربط وترابط أفكارك  بين الجملة السابقة والجملة اللاحقة .  المقدمة هي تمثل وجه الباحث الوضّاء وعقله المتوقد  وتجبر القارئ والباحث الحصيف  ان يسير إلى الأمام في كافة مراحل البحث ليجد نفسه عند النتائج ومناقشة النتائج  . لذلك أعذر الكثير من الباحثين الذين يعزفون عن مواصلة تتبع وقرائة البحث لمجرد ان العنوان ومن بعده المقدمة كانا المنفّرين له ولهمته  في مواصلة القرائة ،  فالعنوان اولا والمقدمة ثانيا وثيقتين هامتين من وثائق الإبحار في مفاصل وأدوات ومنهجية البحث حتى نهايته ، ومن هنا ومن ما تقدم لا تستهين أيها  الباحث  بأهم عنصرين من عناصر البحث العلمي الرصين والمتوازن .


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -